Contents
كل مستثمر في سوق الأسهم يحتاج إلى دليل يرشده إلى تخيّر أفضل الشركات.
فإذا كان ذلك الدليل مستمد من أنجح المستثمرين، فيا حبذا ذلك!
من أجل ذلك نعرض لك في المقال الثالث من سلسلة تلخيص كتاب كن الأفضل في وول ستريت لبيتر لينش كيف تتخير أفضل الأسهم في سوق المال.
أفضليتك المزدوجة في اكتشاف أسهم تتضاعف ١٠ أضعاف
يمكنك الاعتماد على أمرين لتتعرف على أفضل الأسهم وأربحها:
- قوة المعرفة العامة بسبب وجودك في المجتمع والسوق
- أفضلية معرفتك بعدد من المجالات معرفة عميقة
هذان الأمران يعطيانك أفضلية مزدوجة في سوق المال. وإذا أحسنت استخدامها تستطيع أن تكون من أنجح المستثمرين الأفراد إطلاقًا.
يمكن لأي شخص أن يجد فرصًا رائعة للاستثمار في سوق المال من خلال التسوّق وممارسة الهوايات والسير طويلًا في أنحاء المدن.
في كل خطوة تخطوها ستقابل منتجات جديدة يقبلها السوق أو يرفضها. تلك المنتجات يكون لها دلالة قوية على الشركة المنتِجة لها.
إذا أعجبك منتج ووجدت أنه لاقى رواجًا في السوق فإن هذه دلالة أوليّة على إمكانية عثورك على استثمار رائع قادم.
هنا يأتي دور الشقّ الثاني من أفضليتك، وهي قدرتك على فهم بعض الأسواق أكثر من الآخرين بسبب تخصصك أو هواياتك أو غير ذلك.
من العجيب أن ترى الناس تتجاهل ما تفهم فيه، فهم يظنون أن الاستثمار في الأسهم لا بد وأن يكون في شيء لا يعرفونه ولا يفهمونه. بئس الفعل ذلك!
«استثمر في ما تفهم»؛ قالها وارن بافِت وبيتر لينش وغيرهم من أنجح المستثمرين في تاريخ سوق المال، لكننا لا ندري من أي مكان جاء هذا الفهم الخاطئ ليمكث في عقول المستثمرين —الخاسرين منهم فقط لحسن الحظ.
يمكنني أن أستمر في التحدث لباقي الكتاب عن الأفضلية التي يأخذها منتقي الأسهم العادي لوجوده في مجال عمل ما. بالإضافة إلى ذلك، هناك أفضلية المستهلك المفيدة في اختيار الرابحين من بين الشركات سريعة النمو الأحدث والأصغر حجمًا، خاصة في تجارة التجزئة. أيًّا كانت الأفضلية التي ستطبق، فإن الجزء الممتع هو أنه يمكنك وضع نظام تحديد الأسهم الخاص بك خارج قنوات سوق وول ستريت العادية، حيثما ستحصل دائمًا على الأخبار متأخرًا.
فئات الشركات الست
يجب أن تحدّد نوع الشركة التي تعاينها. فإن كثيرًا من المستثمرين يقارنون شركات مختلفة ويظنون أنهم يقومون بالاختيار الصحيح بناء على مقاييس ثانوية مثل ارتفاع سعر السهم أو انخفاضه. لكنهم يغفلون أن لكل فئة من فئات الشركات مقاييس تقيس بها شركاتها، ويمكنك من خلالها أن تميز الأسهم الرابحة من الفاشلة.
١- الشركة بطيئة النمو
أي صناعة تمر بعدة مراحل أولها سرعة النمو. لكنها بمرور الوقت تصبح أبطأ؛ هذا ما حدث مع صناعات الكهرباء والسيارات والحاسبات الآلية.
هناك طريقتان لتمييز الشركات بطيئة النمو:
(١) يكون الرسم البياني الخاص بها مسطّحًا دون أي ارتفاع أو هبوط مفاجئ.
(٢) توزيعات أرباح الأسهم للشركات بطيئة النمو تكون كبيرة ومنتظمة.
٢- الشركة الراسخة
الشركات الضخمة أمثال كوكاكولا وبروكتر أند جامبل والتي تُقيّم بمليارات الدولارات هي الشركات الراسخة.
تنمو تلك الشركات بشكل أسرع من الشركات بطيئة النمو (بمعدل ١٠ إلى ١٢٪ نمو سنوي للأرباح).
قد تحقق فيها ربحًا كبيرًا بناء على وقت شرائك للأسهم والسعر الذي اشتريتها به وتتضاعف فيها أمولك ضعفًا أو ضعفين، لكنها ليست الاستثمارات التي ستضاعف أموالك فيها عشرة أضعاف.
والأمر الذي يجعلك تفكر في جعل الأسهم الراسخة جزءًا من محفظتك الاستثمارية هو أن أداءها يكون جيدًا جدًّا أوقات الأزمات حال تدهور السوق عامة.
إن الاستثمار في الشركات الراسخة في صناعات المنتجات الأساسية يكون عونًا لك عند الركود حيث إن تلك الشركات لن تفلس وستكون أول المستعيدين لعافيتهم عند تحسن الأحوال وانتهاء حالات الركود.
٣- الشركة سريعة النمو
مع أسهم الشركات سريعة النمو يمكنك أن تطمح إلى مضاعفة أموالك ١٠ أضعاف وأكثر. حيث يكون معدل نموها ٢٠-٢٥٪ سنويًّا.
ولا ينبغي أن تخلط بين الشركات سريعة النمو والصناعات سريعة كانت أو بطيئة. فقد تجد شركة سريعة النمو في صناعة بطيئة والعكس صحيح.
والذي تبحث عنه في الشركة سريعة النمو أن تكون موازنتها جيدة وأرباحها كبيرة. بعد ذلك يجب أن تفكر في: متى تتوقف الشركة عن النمو؟ وكم يجب أن يُدفع مقابل النمو؟
٤- الشركة الدورية
طبيعة الشركات الدورية أن تعلو وتهبط أرباحها بشكل مستمر ومنتظم. ذلك يعود إلى موسمية مجالات تلك الشركات ودورة حياة المنتجات التي ينتجونها. أمثلة للشركات الدورية: شركات السيارات وخطوط الطيران وشركات الصلب والشركات الكيميائية.
الاستثمار في الشركات الدورية يعتمد اعتمادًا كبيرًا على التوقيت الصحيح. إذا استثمرت في شركة سيارات في الوقت الخاطئ من دورة الشركة (أي في وقت الهبوط) قد تخسر كثيرًا من أموالك وتحتاج إلى التمسك بالأسهم لوقت طويل قبل أن تعوِّض تلك الخسارة.
قد علمت أن إحدى الأفضليتين الذي يحظى بهم المستثمر أن يكون له علم بالمجال الذي سيضع فيه أمواله. وأهمية هذه الأفضلية تظهر بشكل قوي هنا، إذ أنك إذا لم تكن خبيرًا بدورات الشركات وأوقات ازدهارها وهبوطها، فأنت عُرْضة لخسارة أموالك لا محالة.
٥- شركة التحول
تمر بعض الشركات بأزمات تجعلها عديمة النمو وعُرْضة للإفلاس. لكنها تحاول أن تحوِّل هذه الأزمة إلى وضع أفضل وتتعافى إلى سابق عهدها.. تلك هي شركات التحول.
مرت شركات مثل آبل وكرايسلر بأزمات قللت من قيمة أسهمها وجعلتها في مأزق، لكنها عادت. والمستثمر الذكي هو الذي يستطيع أن يقيّم حال شركة التحول ويحدد ما إذا كان الاستثمار فيها فرصة رابحة أم لا.
أفضل شيء في الاستثمار في شركات التحول الناجحة هو أن صعودها وهبوطها هو الأقل ارتباطًا بالسوق العامة من بين جميع فئات الأسهم.
٦- شركة الأصول غير المقدّرة حق تقديرها
كما تعرف فإن تقييم السوق لا يكون دقيقًا في أغلب الأوقات. وبعض الأصول التي تمتلكها الشركات قد لا تحظى بالتقييم العادل فتكون قيمة الشركة بتلك الأصول أعلى بكثير مما هو مدرج في سوق المال.
إنها لفرصة رائعة لأن تشتري أسهمًا في شركة تمتلك أصولًا غير مقدّرة حق التقدير وتنتظر حتى ينتبه إليها السوق فتتضاعف قيمة استثماراتك.
قد تكون تلك الأصول أملاكًا عقارية أو أراضٍ أو محطات إعلامية. المهم أن تتمكن من تقييمها ومعرفة ما إذا كانت الأرقام تنبؤ بالخير أم لا.
وينبغي عليك أن تعرف أنه لا تبقى شركة في فئة واحدة إلى الأبد. يوجد شركات تمر بفئتين أو ثلاث وشركات تمر بالفئات الست كلها!
[شركة] ديزني، على مدى عمرها، مرت بكل فئة رئيسية: كان لديها منذ سنوات مضت الزخم الخاص بالشركة سريعة النمو، والتي أدت إلى تكوين الحجم والقوة المالية للشركة الراسخة، تلتها فترة أصبحت فيها كل هذه الأصول الرائعة في مجال العقارات، والأفلام القديمة، وأفلا الكرتون أصولًا كبيرة. ثم في منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، عندما مرت ديزني بفترة انهيار، كان بوسعك أن تشتريها كشركة تحول.
أثر صافي الربح في أداء الشركة
قد تطلق شركة ما منتجًا جديدًا ويُكتب له القبول بين المستهلكين ويلاقي رواجًا عاليًا.
ثم إذا نظرت في مبيعات هذا المنتج ظننت أن سهم الشركة التي أنتجته سيرتفع ارتفاعًا كبيرًا. كل ذلك منطقي. لكن الأمر أعقد من ذلك.
قبل أن تقرر ما إذا كان سهم الشركة سيتمتع بنمو كبير أم لا، عليك أن تنظر في نسبة الأرباح التي حققها المنتج الجديد مقارنة بأرباح الشركة عامة. حيث إن هناك شركات كبيرة جدًّا لا يؤثر فيها رواج منتج أو منتجين من منتجاتها.
إذا كنت تفكر في السهم اعتمادًا على منتج معين تصنعه الشركة، فإن أول شيء يجب أن تصل إليه هو: ما التأثير الذي سيتركه نجاح المنتج على الدخل الصافي للشركة؟
أثر وقت دخول السوق والخروج منه على استثمارك
لعلك قد أدركت من معرفة الفئات الست للشركات أن كل شركة تمر بمراحل مختلفة في حياتها، بعضها تكون مراحل ازدهار ونمو وبعضها مراحل تخبط وهبوط. إذن، فإن توقيت شراء الأسهم وبيعها يمكّنك من الاستفادة من هذه المراحل أقصى استفادة. وليس للأمر علاقة بالحظ ولا بالتغيرات اللحظية في أسهم الشركات. لكن تخيّر أوقات البيع والشراء يكون بعد فهم ظروف الشركة وتوقع المرحلة القادمة في حياتها بناء على المعطيات الأساسية التي لا خلاف عليها.
ما مواصفات الشركة المثالية للاستثمار؟
عندما يقول شخص ما “بإمكان أي أحمق أن يدير هذه الشركة”، فهذه ميزة إضافية للشركة من وجهة نظري، لأنه عاجلًا أم آجلًا سيقوم أي أحمق على الأرجح بإدارتها.
يذكر لنا بيتر لينش في كتاب كن الأفضل في وول ستريت ١٣ صفة نبحث عنها في الشركات المثالية لاستثماراتنا. وهذه الصفات قلّما اجتمعت في شركة واحدة، فالمهم أن تدرك دلالة هذه الصفات وماذا يقصد المؤلف من ذكرها.
(١) أن تبدو الشركة مملة، وأفضل من ذلك أن تبدو سخيفة
ينتبه الناس إلى الشركات الجذابة الموجودة في أحدث الصناعات. لكن السهم المثالي ليس موجودًا في تلك الشركات التي لم تعرف لها مستقبلًا بعد، بل إنه موجود في الشركات شديدة البساطة الموجودة في القطاعات التي يصفها الناس بالمملة.
وحين ينشغل الناس بأحدث التقنيات وأغلاها سعرًا، ينبغي لك أن تسير وفق المعطيات الأساسية والتي تكون في أفضل أوضاعها مع ذلك النوع من الشركات صاحبة الأسماء المملة والغريبة.
(٢) أن يكون منتجها مملًّا
يظن المستثمر الغِرّ أن المنتجات والخدمات شديدة الوضوح ليست استثمارًا جيدًا. ويرى أن الاستثمار الرابح يكون في المنتجات الحديثة ومعقّدة التقنية فقط. ليس هذا بالصواب.
إن الشركات التي تنتج أغطية الزجاجات وعلب الصفيح وتقدم خدمات مثل معالجة كوبونات محلات البقالة وتأجير السيارات —لقادرة على مضاعفة استثماراتك أضعافًا كثيرة.
من مميزات المنتجات المملة أيضًا أنها تمنحك فُسحة من الوقت قبل أن ينتبه إليها الآخرون. فتستطيع أن تشتري العديد من الأسهم بأسعار منخفضة جدًّا. ثم إذا انتبه إليها الناس وأصبحت الشركة ذات رواج وارتفع سعر سهمها بعت وحققت أرباحًا مضاعفة.
(٣) أن يكون منتجها بغيضًا
وكيف يكون ذلك؟
لا أحد ينجذب إلى منتجات التنظيف خاصة إذا كان أسلوب عملها مقززًا، تمامًا كشركة سيفتي كلين Safety Kleen. تصنع الشركة ماكينات تنظيف الأجزاء المشحمة في السيارات، وهو الأمر الذي يوفر على العمال وقت فرك هذه الأجزاء بأيديهم في دلو من البنزين. كما تقدّم الشركة خدمات الصيانة الدورية لإزالة الرواسب الزيتية من الماكينات.
توسّعت الشركة إلى نشاطات تجارية أخرى مثل استخدام ماكيناتها في المطاعم. وبذلك استمرت أرباح الشركة في النمو وكذلك أخذت أسهمها في الارتفاع.
(٤) أن تكون شركة منبثقة
بعض الشركات تكون كالجواهر المخفية في شركة أكبر. مثل ذلك شركة سيفتي كلين التي تناولنها في العنصر السابق وشركة تويز آر أص.
انبثقت هذه الشركات من شركاتها الأم ونمت بشكل كبير. ويساعد انبثاق تلك الشركات على نمو الشركة الأم وتعظيم ثمن أسهمها. ويستفيد المستثمر الذكي من ذلك عندما ينتبه إلى الشركة المنبثقة ويعلم قيمتها ثم يستثمر في الوقت المناسب.
(٥) ألا تمتلكها المؤسسات وألا يتابعها المحللون
عندما أتحدث إلى شركة وتخبرني أن آخر محلل ظهر لديهم منذ ثلاث سنوات، يمكنني بالكاد أن أتحكم في حماستي.
إذا سبقك إلى الشركة وول ستريت ومحللوه فقد لا يكون لك فيها ربح متضاعف.
ذلك أن وول ستريت يصل متأخرًا في أغلب الأوقات؛ حينها تستثمر المؤسسات في الشركة المكتَشفة وتستحوذ على عدد لا بأس به من أسهمها.
من أجل ذلك إذا كانت المعطيات الأساسية جيدة ولم يلتفت إليها محللو وول ستريت فقد تكون مشتريًا لسهم مثاليًّا.
(٦) أن تكثر الشائعات حولها
بوصولك إلى هنا، لعلك تقول إن هذه الصفات هي أغرب صفات للشركة المثالية قد رأيتها يومًا. وسيكون ذلك صحيحًا. لكن وراء كل صفة غريبة سببًا يبررها. والحال كذلك مع كثرة الشائعات.
إذا انتشرت الشائعات حول الشركة وطريقة عملها فإن ذلك يبعد بعض المستثمرين الذين لا ينظرون في المعطيات الأساسية وينشغلون بآخر الأخبار في الجرائد وعلى التلفاز. لا تكن مثلهم، فقد تضيع فرصة الاستثمار في أسهم تتضاعف عشرة أضعاف… وأكثر.
(٧) هل يوجد بها شيء كئيب؟
كما رأيت في هذه القائمة، فإن هناك بعض الأمور التي تبعد الناس وكذلك وول ستريت على حد سواء عن شركة رائعة وسهم رابح. من هذه الأمور أن يشوب الشركة شيء من الكآبة كشركة سيرفس كوربوريشن إنترناشيونال التي تقوم بعمليات الدفن. نجحت الشركة نجاحًا باهرًا، لكن السوق كان يأبى أن ينتبه إليها إلا بعد مدة طويلة. وعلى مدار سنوات طويلة كان بوسع المستثمرين الأفراد أن يشتروا حصصًا فيها وينتظروا رواجها. قليلون فعلوا والتوفيق حالفهم.
(٨) أن تكون في صناعة عديمة النمو
تعاني الصناعات الحديثة سريعة النمو من قوة المنافسة فيها وتقلبها تقلبًا شديدًا بين الصعود والهبوط.
لا تتأثر الصناعات عديمة النمو بمثل تلك الأمور. بل تكون مستقرة في أغلب الأوقات وفرص دخول منافس مغيِّر لطبيعة الصناعة تكون قليلة.
يفضل العديد من الناس الاستثمار في صناعة عالية النمو، حيث يوجد الكثير من الصخب والعنف. أنا لست كذلك. أنا أفضل الاستثمار في صناعة منخفضة النمو مثل الشوك والسكاكين البلاستيكية، لكن هذا فقط إذا لم أتمكن من أن أجد صناعة عديمة النمو مثل تحضير الجنائز. هذا هو المكان الذي يتطور فيه أعظم الرابحين.
(٩) أن يكون لديها تخصص مميز
ها قد عادت الصفات الطبيعية من جديد! معروف أن تخصص الشركات يرفع من قيمتها لأنها تكون على علم ومعرفة بهذا التخصص، مما يرفع حواجز المنافسة ويبعد بين الشركة والتقلبات التي لا تفارق الشركات الأخرى.
(١٠) هل يستمر الناس في شراء منتجاتها؟
للشراء المستمر أثر في قيمة أسهم الشركات. لذلك إذا كنت تقارن بين شركتين، شركة ذات بيع مستمر وشركة ذات بيع متقلب أو متقطع، فزِد نقطة للشركة الأولى.
(١١) أن تكون مستخدِمة للتكنولوجيا
بدلًا من أن تستثمر في شركة منتجة للتكنولوجيا، يمكنك أن تشتري أسهمًا في شركة مستخدمة لها.
حينها لا تتأثر أموالك بالتقلبات التي تتعرض لها شركات التقنية، وفي الوقت نفسه تنتفع بالأداء الفعال للتكنولوجيا.
(١٢) هل يشتري المضاربون من الداخل أسهمها؟
إذا اشترى أعضاء الشركة المزيد من أسهمها فهذه دلالة على إيمانهم بها وعلمهم بأنها في تقدم في مجالها.
لذلك إذا استطعت أن تعرف ما إذا كان المضاربون الداخليون يشترون المزيد من الأسهم أم لا كوَّنت انطباعًا عما يدور بداخل الشركة وأدائها بالنسبة للسوق.
وعلى النقيض، ليس للبيع الداخلي دلالة على تدهور أحوال الشركة. فإن الناس يبيعون أسهمهم لأسباب شتى. تنبّه فقط إذا كان نمط البيع غير عادي مثل أن يكون السهم في ارتفاع، لكن أغلب مسؤولي الشركة يبيعون أسهمهم.
(١٣) هل تعيد الشركة شراء أسهمها؟
عندما تعيد الشركة شراء أسهمها يرتفع مكرر الربحية الذي بدوره يجعل سعر السهم يرتفع. وهي استراتيجية مميزة للشركات المؤمنة بقدراتها، وأحيانًا يكون إعادة شراء الأسهم أفضل من بدائله مثل زيادة توزيع أرباح الأسهم والقيام بالاستحواذات.
إعادة شراء الشركة لأسهمها هي أبسط وأفضل طريقة يمكن بها أن تكافئ الشركة مستثمريها. إذا كانت الشركة مؤمنة بمستقبلها، لمَ لا تقوم إذن بالاستثمار في ذاتها، كما يفعل حملة الأسهم بالضبط؟
ما الأسهم التي ينبغي تجنبها (أو الحذر منها على الأقل)؟
خلفاء الشركات الناجحة
يصف الناس بعض الشركات بأنها خليفات شركات أخرى ناجحة. يقولون إن شركة كذا خليفة شركة إنتل أو ماكدونالدز أو ديزني، لكن ذلك قلّما يحدث.
ينبغي أن تحذر من هذا الوصف وتركز في المعطيات الأساسية لأنها هي التي يجب أن ينبني عليها قرارك.
الشركات ذات التنويع الزائد إلى حد الضرر
من استراتيجيات النمو أن تقوم الشركات بعدد من الاستحواذات. أحيانًا كثيرة لا تنجح هذه الاستراتيجية بسبب أن التنويع يبلغ حدًّا مضرًّا للشركة الأم. كما أن كثيرًا من الشركات تشتري شركات أخرى لا علاقة لها بمجال عملها ولا تخصصها، مما ينتج عنه تشتت وتخبط.
إذا أقدمت على شركة تريد الاستثمار فيها عليك أن تنظر في استراتيجيتها للاستحواذ: هل للشركات التي تشتريها علاقة بمجال عملها؟ هل اشترتها بسعر معقول؟ هل قامت بهذه الاستحوذات ببطء (علامة جيدة) أم الاستحواذ تلو الآخر دون تريث (نذير سوء).
احذر من أسهم التهامس
قد يحدثك شخص بصوت خافت يريد نصحك بأن تستثمر في شركة “س” التي يتوقع لها النمو الباهر في المستقبل.
الغريب في الأمر أنه يشعرك أن هذه النصيحة سر؛ سر لا ينبغي البوح به للناس وإلا ضاعت الأرباح وفسدت الفرصة. ويزيد على تلك الغرابة قدر الخيالات والأمور غير الواقعية التي تحتويها النصيحة.
إذا ساورك الشك اشترِ لاحقًا.
حال استماعك لتلك النصيحة تكون بين خيارين: إما الاستثمار أو الانتظار. إذا كانت الفرصة رائعة حقًا فلن يضرك الانتظار والمراقبة شيئًا. أما إذا كانت وهمًا —كغالب حال تلك الفرص— فستكون قد حافظت على أموالك من الضياع.
الشركات الوسيطة في الصناعات
إذا كنت تقيّم شركة تصنع مكوّنات ماكينات النسيج، وكان لها ٤ عملاء يشتري أحدهم فقط ٤٠٪ من إنتاجها —احذر من الاستثمار في تلك الشركة.
ذهاب عميل واحد قادر على إخلال توازنها. ولا تدري لعل منافسًا جديدًا يدخل السوق فيأخذ من العملاء الأربعة عميلًا أو اثنين. حينها سترغب لو لم تكن وضعت أموالك فيها.
هذا هو نمط الشركات الوسيطة في الصناعات، لذلك إذا أردت الاستثمار في أحدها ينبغي أن تجد ما يبرر عدم حدوث ما ذكرناه هنا.
احذر من السهم صاحب الاسم المثير
بخلاف الشركات ذات الأسماء المملة أو السخيفة، فإن للشركة ذات الاسم المثير أن تدخل الريبة على قلب المستثمر الذكي.
بقدر ما أن الاسم الممل في الشركة الجيدة يبعد المشترين المبكرين، فإن الاسم اللامع في الشركة المتوسطة يجذب المستثمرين ويعطيهم شعورًا زائفًا بالأمان. طالما يحمل اسمها كلمة “متطورة” أو “رائدة” أو “ميكرو” أو حرف إكس أو أنها اختصار محير، سيقع الناس في حبها.
مصادر الحصول على بيانات أسهم الشركات
- سمسارك الذي تشتري الأسهم من خلاله
- الاتصال بالشركة هاتفيًّا
- زيارة المقر
- مكتب علاقات المستثمرين
- قراءة التقارير
ما المقاييس التي تهم المستثمر في سوق الأسهم؟
نسبة المبيعات
كما ذكرنا من قبل، ينبغي أن تكون نسبة المبيعات مؤثرة في الشركة إذا كانت داعيًا لك على الاستثمار. أما إن كانت نسبة ضئيلة من إجمالي أرباح الشركة، فيجب أن تبرر استثمارك بأمور أخرى.
مكرر الربحية
يعبر مكرر الربحية عن العلاقة بين أرباح الشركة وسعر السهم.
ويخبرك كذلك بالمدة التي تحتاجها الشركة لتعيد إليك مقدار استثمارك الأولي —باعتبار أن أرباح الشركة ستظل ثابتة. فإذا كان مكرر الربحية للشركة ٧، فهذا معناه أن الأمر سيتطلب ٧ سنوات لتستعيد استثمارك الأولي.
ليس هذا فقط، فإن لمكرر الربحية كذلك دلالة على معدل نمو أرباح الشركة:
مكرر الربحية المسعّر بشكل معتدل سيساوي معدل نموها. أنا أتحدث عن معدل نمو الأرباح هنا. […] إذا كان مكرر ربحية كوكاكولا يساوي ١٥، فإنك ستتوقع أن الشركة ستنمو بمعدل ١٥ بالمائة تقريبًا في السنة، إلخ. لكن إذا كان مكرر الربحية أقل من معدل النمو، فإنك ربما تكون حصلت لنفسك على صفقة.
وضع النقد
من المقاييس الهامة هو حالة النقد مقارنة بسعر السهم. فإنك قد تقابل سهمًا يقول الناس فيه إنه غالٍ، لكن بالنظر إلى النقد الخالي من الدين لكل سهم تجد أنه أرخص مما يظنونه.
وضع الديون
لا شك أن الدَين يؤثر في أداء الشركات. هناك عدة تفاصيل ينبغي إعارة الانتباه إليها مثل نوع الدَين وحجمه بالنسبة إلى أصول الشركة ونقدها.
توزيعات أرباح الأسهم
إذا كان هدفك الحصول على توزيعات أرباح منتظمة من أسهمك، فلا بد من النظر في الأداء الخاص بتوزيعات الأرباح قبل الاستثمار.
يجب أن تتأكد من أن التوزيعات لا تقل أوقات الأزمات لأنه إذا كان يحدث ذلك فإنه يناقض سبب استثمارك أصلًا.
القيمة الدفترية
ينخدع المستثمرين بأن ينظروا إلى القيمة الدفترية ويتخذوا قراراهم بناء عليها فقط. وذلك لأن قيمة الأصول المدرجة في الدفتر تتغير.
لذلك إذا كنت ستستخدم مقياس القيمة الدفترية فينبغي أن تكون عالمًا بقيمة الأصول الحالية لتكون نظرتك صحيحة.
تدفق النقد
تدفق النقد هو ما تحصل عليه الشركة مقابل القيام بعملها. وتختلف الشركات في ما تبذله من مجهود واستثمارات حتى تحصل على ذلك النقد.
وتدفق النقد الحر هو من المقاييس الهامة التي ينبغي أن تنتبه إليها:
السهم الذي يقدر ب ٢٠ دولارًا وقيمته تساوي ٢ دولار للسهم في التدفق النقدي السنوي لديه نسبة ١٠ إلى ١، وهي نسبة قياسية. عائد العشرة بالمائة على النقد يتوافق جيدًا مع العشرة بالمائة التي يتوقعها الشخص كأقل مقابل لامتلاك الأسهم على المدى الطويل. السهم الذي يساوي ٢٠ دولارًا ولديه تدفق نقد يساوي ٤ دولارات للسهم يعطيك ٢٠ بالمائة عائدًا على النقد، وهو عائد رائع. وإذا وجدت سهمًا يساوي ٢٠ دولارًا بتدفق نقدي ١٠ دولارات للسهم، ارهن منزلك واشترِ كل الأسهم التي يمكنك أن تجدها.
المخزونات
قد يكون لمخزونات الشركة دلالة على أدائها. لكن لكي تستطيع من فهم دلالة المخزونات عليك أن تتمتع بأفضلية فهم المجال وطريقة عمله.
نظم الرواتب التقاعدية
إذا كان للشركة نظامًا للرواتب التقاعدية ينبغي أن تنظر إذا كانت الشركة تمتلك ما يغطي ذلك النظام التقاعدي أم لا حتى لا يتسبب ذلك في مشاكل مستقبلية للشركة.
كيف تراقب أداء الأسهم؟
الآن تكون قد جمعت ما تحتاجه من معلومات ومعطيات أساسية. وقد تكون اتخذت قرارك الاستثماري بناء على ما ظهر لك.
لكن عليك أن تتأكد كل بضعة أشهر أن الأسباب التي جعلتك تستثمر في شركة ما لا تزال قائمة. وما دامت كذلك فهي أفضل استثمار لك. أما إذا تغيّرت فحينها تبحث عن استثمارك القادم.
بهذا نكون قد أنهينا المقال الثالث من سلسة تلخيص كتاب كن الأفضل في وول ستريت ومعه نكون قد قمنا باستثماراتنا بعد دراستها دراسة جيدة.
لكن كما تعلم، فإن الاستثمار شأن طويل الأمد ويجب أن تنظر إلى ما هو آتٍ حتى يستمر نجاحك. كيف تقوم بذلك؟ هذا ما سنتناوله في مقالنا القادم والأخير من هذه السلسلة.
إقرأ أيضًا:
كيف تُعِد نفسك للاستثمار في سوق الأسهم؟
ما هو الفرق بين الكساد الاقتصادي والركود الاقتصادي؟
ماهو معدل العائد على الاستثمار وكيفية حسابه ؟
كيف تستثمر في الأسهم في القرن الواحد والعشرين؟
ما مواصفات الشركة المثالية للاستثمار؟
(١) أن تبدو الشركة مملة، وأفضل من ذلك أن تبدو سخيفة (٢) أن يكون منتجها مملًّا (٣) أن يكون منتجها بغيضًا (٤) أن تكون شركة منبثقة (٥) ألا تمتلكها المؤسسات وألا يتابعها المحللون (٦) أن تكثر الشائعات حولها (٧) هل يوجد بها شيء كئيب؟ (٨) أن تكون في صناعة عديمة النمو (٩) أن يكون لديها تخصص مميز (١٠) هل يستمر الناس في شراء منتجاتها؟
ما الأسهم التي ينبغي تجنبها (أو الحذر منها على الأقل)؟
الشركات ذات التنويع الزائد إلى حد الضرر خلفاء الشركات الناجحة احذر من أسهم التهامس الشركات الوسيطة في الصناعات احذر من السهم صاحب الاسم المثير