ما هو الفرق بين الكساد الاقتصادي والركود الاقتصادي؟

كثيرًا ما نسمع عن الركود الاقتصادي والكساد الاقتصادي، وقد يتساءل بعض الناس هل الركود هو الكساد ؟ دعني أخبرك أنهما ليس الشيء نفسه ولكنهم أوجه لعملة واحدة ، فيما يلي سنتعرف بشكل أكثر تفصيلًا عن ماهية الركود والكساد وكذلك الفرق ما بين الركود والكساد.

ما هو الكساد الاقتصادي Economic recession ؟

يُعتبر الكساد الاقتصادي هو ركود حاد طويل المدى، حيث ينخفض خلاله الناتج المحلي الإجمالي للدولة بأكثر من 10 % ومن سمات الكساد أنه يستمر مدة طويلة تصل من سنة إلى أربع سنوات، وفي علم الاقتصاد، الكساد هو حالة انكماش في النشاطات الاقتصادية مستمرة على مدى طويل في إحدى الاقتصاديات أو أكثر.

ما هو الركود الاقتصادي Economic recession؟

وأما عن الركود فيشتهر بتعريفين فالتعريف الأول هو نمو ربعان متتاليين من النمو الاقتصادي السلبي ، وأما عن التعريف الثاني فيصف الركود بأنه تراجع كبير في النشاط الاقتصادي يستمر لمدة قصيرة تُقدر بعدة أشهر.

كيف يحدث الركود؟

يعتمد استقرار الاقتصاد بشكل عام على التوازن ما بين حجم المعروض من السلع وحجم الطلب عليها، ويحدث الركود نتيجة زيادة إنتاج المُصنعين للسلع ومن ثُم زيادة المعروض فيقل الطلب وينخفض دخل المُصنعين ومن ثُم يتوقف الإنتاج ويحدث الركود لمدة قصيرة.

الكساد الكبير 1918

حين نتحدث عن الكساد فلا بد من أن نذكر هذا العنوان الضخم، والذي استمر عشر سنوات من الزمن !، هُنا نتحدث عن الكساد الكبير الذي عانت منه الولايات المُتحدة الأمريكية لمدة عشر سنوات متواصلة ، ففي عام 1918 انتهت الحرب العالمية فرجع الجنود من تلك الحرب يعملون بكُل جد لاستعادة كُل ما فقدوه ولتعويض كُل ما لم يستطيعوا فعله في فترة الحرب.

وهذا بالطبع عاد على الاقتصاد العالمي بالنفع بشكل كبير، حيث انتعش الاقتصاد بشكل كبير في الولايات المُتحدة، فالكثير من الناس امتلكوا قسطًا من الرفاهية  في الحياة ، وبانتعاش الاقتصاد والحالة الاقتصادية للمواطنين انتعشت البورصة الأمريكية مما جذب عددًا كبيرًا من المُستثمرين للمُضاربة في البورصة حتى وإن كان ذلك على حساب استدانتهم للأموال.

وبعد أن كانت البورصة مربحة وجاذبة للمُستثمرين بشكل كبير حدثت الكارثة ألا وهي معاناة المصانع من أزمة اقتصادية نتيجة إنتاج تلك المصانع والشركات لمُنتجات بكم هائل يفوق حاجة الطلب عليها فتوقف الإنتاج وكسدت البضائع وبدأت تلك الشركات والمصانع في الإفلاس.

وفي عام 1929 بدأت البورصة بالانهيار فتسارع الناس لبيع أسهمهم وبالتالي زاد عدد المعروض من الأسهم بشكل خيالي عن المطلوب مما أدى إلى انهيار سعر تلك الأسهم!، وهُنا انهارت البنوك وأفلست المصانع وتراجع الناتج الإجمالي الأمريكي من 100 مليار إلى 55 مليارًا، وهُنا بدأت رحلة الكساد الكبير.

هذا الأمر عاد بالسلب بشكل كبير على الأمريكيين حيث تشرد عدد كبير من الناس وقد فقد 13 مليون أمريكي عملهم، ولم يقتصر الأمر فقط على الولايات المُتحدة الأمريكية بل تأثر العالم أجمع بسبب ما حدث هُناك وخصوصًا أوروبا والدول النامية.

أسباب الركود الاقتصادي

• البطء في أوامر الإنتاج
• انخفاض في البورصة وسوق الأسهم
• انخفاض الأجور
• الركود الاقتصادي بسبب الحروب
• انفجار فقاعات الأصول
• الانكماش الاقتصادي
• الأوبئة والأمراض المعدية

البطء في أوامر الإنتاج

حين ينخفض الاستهلاك يُصبح المعروض من المُنتج أقل من المطلوب مما يخل بالتوازن بين الطلب والعرض، وهذا نتيجة انخفاض معدل الإنتاج لعدم تحرك البضائع في الأسواق مما يُسبب بالتبعية ركودًا.

انخفاض في البورصة وسوق الأسهم

كما شرحنا لكم في فقرة سابقة عن الكساد الكبير الذي حدث في الولايات المُتحدة والتي كانت من أسبابه الرئيسية انهيار البورصة، وبالتالي فإن حدوث انخفاض في البورصة وسوق الأسهم يمثل مؤشرًا كبيرًا على حدوث ركود بسبب حدوث الهلع والخوف للمُستثمرين مما يضطرهم لطرح أسهمهم وبالتالي ينهار سعر السهم إن حدثا ذلك وبالتبعية يحدث ركودًا أو ربما يتطور الأمر إلى كساد.

انخفاض الأجور

يُعد انخفاض الأجور سببًا رَئِيسِيًّا من أسباب حدوث الركود في الأسواق، وهذا نتيجة أن القوة الشرائية تقل بكثير فيصبح المعروض من البضائع يكفي لمدة طويلة نتيجة انخفاض الاستهلاك وبالتالي حدوث ركود في التصنيع وانخفاض معدل التصنيع بشكل كبير.

الركود الاقتصادي بسبب الحروب

تمثل الحروب والقضايا السياسية عاملًا هَامًّا في العملية الاقتصادية، حيث إن بعض الدول تتخذ الحصار الاقتصادي سلاحًا فعالًا للضغط على الدول الأخرى مثل الحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، وكذلك الأمر بالنسبة للحروب حيث إن الحروب تشكل خطرًا كبيرًا على العملية الاقتصادية وهو ما حدث للعراق في الغزو الأمريكي حيث زاد معدل التضخم بشكل كبير واتجه بعض الناس حينها للمقايضة !. وبسبب كل تلك العوامل تركُد الأسواق بشكل كبير.

انفجار فقاعات الأصول

ويحدث هذا حين ترتفع أسعار الأصول مثل الذهب والعقارات والأسهم بشكل مبالغ فيه حيث يدل ذلك على حدوث ركود اقتصادي قادم.

الانكماش الاقتصادي

حين ينكمش الاقتصاد وتنخفض الأسعار قد ينتظر الناس الإنخفاض بشكل أكبر وبالتالي تتوقف القوة الشرائية بشكل كبير ومن ثم يُسبب هذا ركودًا في الأسواق.

الأوبئة والأمراض المعدية

إن حدوث الأوبئة والأمراض الخطرة مثل كوفيد 19 له أثار كبيرة في حدوث عملية الركود الإقتصادي، حيث تتخذ الدول إجراءات إحترازية مُشددة على أي واردات أو ربما تمنع أي واردات إليها لفترات طويلة مما يُسبب نقص في بعض السلع  مما يُسبب ركودًا في الأسواق بشكل كبير.

علاج الركود الاقتصادي

• سياسة السوق المفتوحة
• تخفيض سعر الفائدة
• تخفيض الاحتياطي الإلزامي للبنوك
• تقليل الضرائب

سياسة السوق المفتوحة

عملية السوق المفتوحة نشاط يقوم به المصرف المركزي لإعطاء سيولة بالعملة المحلية إلى مصرف أو مجموعة من المصارف  و ينتج عن ذلك زيادة حجم المعروض النقدي بحيث يبلغ مستويات يكون قادر معها على امتصاص الفائض السلعي.

تخفيض سعر الفائدة

حين تقوم البنوك بتخفيض سعر الفائدة تقل الرغبة في عملية الإدخار لدى الناس ومن ثُم زيادة القوة الشرائية والاستثمارية ومن ثم إمتصاص الفائض السلعي الذي تسبب فيه الركود.

تخفيض الاحتياطي الإلزامي للبنوك

الاحتياطي الإلزامي للبنوك هي نسبة يجبر البنك المركزي البنوك التجارية على الاحتفاظ بها لديه، ويستخدم البنك المركزي هذه الاحتياطيات الإلزامية كأداة لضبط النشاط الاقتصادي بشكل عام، وعند حدوث الركود كل ما يفعله البنك هو تخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي ومن ثم رفع قدرة البنك على الإقراض ومن ثم زيادة الاستهلاك.

تقليل الضرائب

عند تقليل الضرائب فهذا بالطبع يُوفر العديد من الأموال التي تُساهم في زيادة عملية الاستهلاك.

كُنا قد عرضنا لكم في هذا المقال عن ماهية الركود الاقتصادي والكساد الاقتصادي، كما عرضنا لكم أسباب حدوث ذلك وأمثلة حقيقية على هذا الأمر كما أوضحنا لكم أيضًا كيف تتجه الدول إلى علاج مثل هذه الحالات الاقتصادية الصعبة.

إقرأ أيضًا:

كيف تُعِد نفسك للاستثمار في سوق الأسهم؟

كيف تختار الأسهم الرابحة في سوق المال؟