Contents
كما نعلم أن الأن أصبح العالم عبارة عن دولة كبيرة يتخللها مواطن عديدة تتصل هذه المواطن ببعضها البعض بكُل شكل مُمكن بحريًا وبريًا وجويًا أيضًا!، فقد أصبح العالم الأن متحد صناعيًا واقتصاديًا بشكل كبير للغاية فكُل دولة تمتلك مواد خام تتميز بها عن بقية الدول، وهُنا يأتي التكامل بين الدول من خلال حركة التجارة العالمية بواسطة الصادرات والواردات، ولذلك إن حدث أي خلل في تلك العملية قد يُسبب العديد من الأزمات الإقتصادية ومن ثُم زيادة الاسعار!، ولكن دعنا نرى الأمر بشكل أكثر تعمقًا!.
البنية الأساسية لعملية الاستيراد والتصدير بين الدول
هُناك بنية أساسية لهذه العملية يُطلق عليها سلاسل الإمداد (supply chains)، والتي تتكون من تأمين الموارد ثم عملية التصنيع ومن ثُم التوريد، ولكي نُعطي مثالًا حيًا لهذه السلسلة فسنلقى الضوء على مُنتج حديث مثل التليفزيون على سبيل المثال والذي يتكون من مئات المُكونات حيث تأتي تلك المُكونات من العديد من دول العالم، فتأتي الرقائق الإلكترونية من دول مُعينة وتأتي باقي المواد الخاص من دول أخرى أيضًا!، وليس هذا فقط بل أن هُناك بعض المنتجات مثل الأيفون التي تُنتجه شركة أبل تأتي مُكوناته من دول عديدة ويتم تجميعه في الصين ومن ثُم تصديره إلى كُل دول العالم، فتخيل معي إن حدث أي مٌشكلة في استيراد مُكون من مكونات الأيفون؟ سينتج عن ذلك زيادة في سعره بالطبع! هذا هو الأمر بكُل بساطة.
إقرأ أيضًا:سر صعود ماكدونالز!
كيف تأثرت بنية السبلاي تشين جراء فايروس كورونا؟!
كما ذكرت لكم في الفقرة السابقة أن عملية التجارة العالمية تعتمد على عناصر إذا حدث خلل بأحد العناصر ستزيد الأسعار بشكل تلقائي، ولكن دعني أوضح لك هذا الأمر بشكل مُفصل أكثر.
حين حدثت جائحة كورونا أغلق الجميع موانيه للحد من انتشار الفايروس بين الدول، وهذا أوقع ضررًا كبيرًا على كافة دول العالم، وكذلك على شركات شحن البضائع بشكل أخص، وهذا دفع تلك الشركات للبحث عن أي طريقة لتقليل الخسارة، فوجدوا طريقة مُميزة ألا وهي ترك الحاويات المُحملة بالبضائع في المواني بدلًا من أخذها فارغة!، ولأن الصين هي أكبر المُصدرين للعالم وأمريكا أكبر المُستهلكين لتلك المُنتجات أصبحت الحاويات كثيرة للغاية في مواني أمريكا ويرجع ذلك لطول فترة الإجراءات التي تتخذها المواني الأمريكية لإخراج البضائع من الحاويات، ونتيجة لذلك أصبح هُناك سفن لا تستطيع تفيرغ الحاويات الموجودة بها! وهذا بالطبع أحدث مشاكل عديدة لشركات الشحن، فهي إما تعود فارغة أو لا تستطيع تفريغ الحمولة من الأساس.
ولم تكن هذه المشكلة هي المشكلة الوحيدة التي عانى منها شركات الشحن فلصعوبة إجراءات فايروس كورونا في البلاد المختلفة، كانت ترفض العديد من الدول نزول طاقم السفينة إلى البلد خوفًا من تفشي المرض من خلالهم وهذا بالطبع أصاب هذه العمالة بالضغط الشديد وهذا ما نتج عنه نقص في العمالة، مما دفع تلك الشركات لزيادة حمولة السفن وهذا نتج عنه سقوط العديد من الحاويات في البحر حيث وصلت عدد الحاويات التي وقعت في البحر لأكثر من 2600 حاوية في عام 2021، وهذا بالطبع يُمثل خسارة كبيرة!.
ونتج عن كُل ذلك بالطبع زيادة كبيرة في أسعار الشحن، فقد أصبحت الأسعار تتزايد باستمرار بسبب تلك المشكلة الكبيرة، وهذا جراء تأثر ضلع من أضلاع بنية الإمداد كما تحدثنا من قبل ولكن السؤال هل هذا الضلع فقط هو الذي أثر على الأسعار؟!!
تأثير عملية التصنيع على زيادة الأسعار
لم تكن عملية شحن البضائع حول العالم هي المُشكلة الوحيدة في التأثير على زيادة الأسعار، ولكن المُشكلة هُنا قد تكون في مرحلة التصنيع والتي تتمثل في وقتنا الحالي في الصين!، تواجه دولة الصين مُشكلة كبيرة في توفر الطاقة، حيث تواجه الصين نقص في الفحم وهو المسؤول عن حوالي 70% من إنتاج الكهرباء في الصين، وكما نعلم فإن الكهرباء مُتحكمة بشكل كامل في عمليات التصنيع الحديثة!، وهو ما دفع الصين لغلق العديد من المصانع.
وهُنا تواجه الصين وهي مصنع العالم الكبير مُشكلة نقص الطاقة وكذلك مُشكلة زيادة أسعار شحن المُنتجات، وبالتالي فما الأمر المُتوقع أن يحدُث هُنا؟.. بالطبع زيادة الأسعار بشكل مُستمر، وهُنا قد فهمنا معا كيف تتأثر التجارة العالمية ببعض العوامل والتي من شأنها التحكم والتأثير في عملية زيادة الأسعار!.
الخلاصة
كُنا قد أوضحنا في هذا المقال من خلال الوقائع العملية التي تحدث في عالمنا الأن الإجابة الوافية على سؤالنا في مُقدمة هذا المقال، ألا وهو كيف تزيد الأسعار ولماذا تزيد من الأساس، حيث أوضحنا لكم أن هُناك عوامل أساسية لعملية التجارة العالمية إذا تأثر أحداها أثر ذلك بشكل سلبي على عملية تسعير المُنتجات، ونُريد أن نوضح أمر هام أيضًا، وهو أنه دائمًا هُناك سياسات خاصة للدول، فمن المُمكن أن تتدخل السياسية في تلك الأضلاع التي ذكرناها، فمن المُمكن أن تُعطل دولة ما عملية عبور سفينة عبر مياة هي تُسيطر عليها لأمور سياسية وبالتالي تتعطل الشحنة فيقل المعروض من المُنتج فيزيد الطلب وبالتالي يرتفع السعر.
إقرأ أيضًا: