Contents
يعتقد العديد من الناس أن سر تفوق ونجاح شركة ماكدونالز العالمية هو تميز الوجبات التي تُقدمها!، وهذا على العكس تمامًا فإن المُستوى التى تُقدمة شركة ماكدونلز مُستوى مُتوسط الإحتراف وهذا طبقًا للعديد من المُتخصصين في التذوق، فبالفعل هُناك العديد من المطاعم الأخرى التي تُقدم طعام أفضل وبسعر أفضل. إذن ما هو السر!.
لا نُنكر أن هُناك مُنتجات مُميزة تميزت بها ماكدونالز عن غيرها من الشركات الأخرى التي تُقدم هذا النوع من الوجبات السريعة، فقد تميزت شركة ماكدونالز مُنذ انطلاقها بالسرعة الشديدة في تحضير وجبات البرجر ولكن ليس هذا ما جعلها واحدة من أكبر الشركات التي تُقدم وجبات سريعة في العالم، فما القصة؟!..
كيف نشأت علامة ماكدونالز؟
لم يكن Ray Kroc هو صاحب فكرة ماكدونلز الأصلي بل نشأ مطعم ماكدونلز بواسطة باتريك ماكدونلز وأبنائه ريتشرد وموريس وقد بذل الأبناء مجهودًا كبيرًا في وضع نظام جديد لمطعم والدهم يتسم بالسرعة الشديدة والكفاءة العالية وذلك من خلال إعادة تصميم مطعم والدهم ليكون مُقسم لمراحل كُل مرحلة تُساهم في إنشاء قطعة برجر كاملة بالإضافة إلى إقتصار المطعم على تقديم الأصناف الأكثر استهلاكًا ومنها البرجر والقهوة!
بداية الصعود لماكدونالز.. الفرانشايز كلمة السر!
بالرغم من أن مطعم ماكدونلز كان مطعمًا مُميزًا إلإ أنه لم يُحقق ثروة هائلة! وهذا بسبب الطموح المحدود لعائلة ماكدونلز والذي لاحظه راي كروك الذي كان يعمل مندوبًا لماكينة الميلك شيك في هذا الوقت حيث يقوم بتوريد الماكينات لمطاعم ماكدونالز! ونقطة التحول هُنا أن راي كروك أعجب كثيرًا بالفكرة وجودتها فإقترح عليهم فكرة جديدة من نوعها في هذا الوقت ألا وهي حق استخدام العلامة التجارية (فرانشايز) فقد عرض عليهم شراء العلامة التجارية وتوزيعها وإدارتها والإشراف على الجودة والتصميم وكافة الأمور الخاصة بالمطعم بواسطته مقابل نسبة مُعينة.
ومع مرور الوقت أصبحت فروع مطعم ماكدونالز كثيرة للغاية مما دفع راي كروك إلى التفاوض مع عائلة ماكدونلز لشراء حصتهم وبالفعل نجح الأمر ليبدأ كروك بعدها بإقناع كافة معارفة وأصدقائه للدخول في فروع للمطعم بنظام الفرانشايز!
ولكن مع الوقت واجه كروك مشكلة كبيرة وهي أن تكلفة الفرانشايز عالية للغاية فهذا كان يتطلب شراء أرض وبناء المطعم عليها بخلاف نسبة الأرباح وبالتالي تكلفة كبيرة جدًا وخلاف هذا كان هُناك مشكلة أكبر ألا وهي عدم إلتزام العديد من الفروع بالجودة مثلا أو يُقرر أحدهم تغير نشاط الفرع مُستغلًا شهرة الفرع من قبل!.. وهُنا جاءت الفكرة العبقرية التي كانت فصلًا جديدًا في إمبراطورية ماكدونالز!
العصر الذهبي لماكدونلز!
وكما ذكرنا في الفقرة السابقة أنه بالرغم من توسع كروك وطموحه الكبير إلا أنه لم يستطتع تحقيق ثروة كبيرة حينها للأسباب التي ذكرناها وهذا أيضًا بالرغم من وصول عدد فروع ماكدونلز إلى 1000 فرع بحلول عام 1960، وهُنا حدثت اللحظة الفارقة والفكرة العبقرية بواسطة هاري سانابورن وهو مدير الحسابات الخاص بالشركة والذي أقترح عليه تكنيك جديد في عملية الفرانشايز وذلك من خلال إنشاء شركة جديدة عقارية تقوم بإنشاء الفروع الجديدة وتكون مملوكة بالكامل لشركة ماكدونلز ليُحقق بذلك عائد مادي من إيجار تلك الفروع وكذلك التحكم الكامل في تلك الفروع! ومن هُنا تحولت شركة ماكدونالز إلى شركة تمتلك أصول عقارية ضخمة مع مرور الوقت حيث تمتلك الشركة أكثر من 37 ألف فرع حول العالم تمتلكم كأصول وكعلامة تجارية!!.
وقد بلغت القيمة السوقية للشركة 134 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2018، ومن هُنا أصبحت الشركة تمتلك أصول عقارية تقوم بتأجيرها بجانب نسبة الفرانشايز! فلن يخوننا التعبير إذا عبرنا عن شركة ماكدونالز أنها شركة استثمار عقاري بالمقام الأول، حيث تلعب أصولها العقارية دورًا كبيرًا في حجم إيرادات الشركة !.
ماكدونالز شركة عقارية!!
والسؤال الأبرز لماذا نعتبر شركة ماكدونالز شركة عقارية بالمقام الأول؟!، والإجابة على هذا السؤال من خلال إحصائيات أرباح الشركة، حيث تحصد شركة ماكدونالز حوالي 85 من أرباحها من إيجارات الفروع ونسبة الفرانشايز! فيما تحصد حوالي 15% فقط من مبيعات الطعام بشكل مٌباشر في الفروع المملوكة لها بشكل مُباشر!.
الخلاصة
كُنا قد تحدثنا في هذا المقال عن قصة نجاح رائعة تخللتها العملية العقارية لتثبت بإمتياز أهمية الاستثمار العقاري حتى وإن كان غير مُباشر، فقد لعبت الأصول العقارية دورًا هامًا وبارزًا في قصة صعود شركة ماكدونالز وجعلها شركة من أكبر شركات العالم فقد كان الأمر بسيطًا لتحويل تلك العملية إلى عملية عقارية بالمقام الأول!.
وليس الأمر فقط هو أمر وجود العقار بل إلى كيفية استغلاله وكيفية الاستفادة القصوى منه، فهُنا استخدمت شركة ماكدونالز علامتها التجارية في التوسع واستخدمت الأصول العقارية كحل مُناسب لحل مشاكل عديدة قد ذكرناها من قبل وكذلك لزيادة المبيعات والأصول المملوكة للشركة والتي تُعطي لها حجم ووزن كبيران في السوق وهذا بالفعل ما حدث!.
إقرأ أيضًا: